الرموز الشخصیة و الأقنعة فی شعر بدر شاکر السیاب

لدی السیاب رموزٌ شخصیة متفردة خلقها لیلقیها علی أذهننا ولنتفاعل معه من خلالها و نتأثر بها. فله  المقدرة الکافیة لکی یجعل من هذه الرموز الشخصیة، رموزاً مشترکة ذات وقعٍ و تأثیرٍ فی أعماق المتلقّی. فمن بین هذه الرموز الشخصیة التی انفرد بها السیاب ذکرنا رمز الموت و البعث الذی تردد فی دیوانه کثیراً. و جیکور (مسقط رأس الشاعر) و بُوَیْب (النهر الذی ذکره السیاب کثیراً فی دیوانه و هو یجری قرب منازل أهله و ذَوِیه) و المطر أو الماء، و وفیقة ابنة عم الشاعر و حبیبته التی تزوجت من غیره ثم ماتت فی سنٍّ مبکر. و القناع تقنیةٌ رمزیةُ أخری، قد یستعیر الشاعر بواسطتها شخصیةً (تاریخیة أو أدبیة أو دینیة) و یضفی علیها من ملامحه فیتّحدُ بها لتکون ناطقةً بلسانه، ومعبّرة عن حالهِ، وحاملة لمواقفه. و استطاع السیاب أن یعبّر عن مشاعره الکامنة بواسطة هذا الفن فجعل من شخصیة أیوب و تموز و المسیح و سیزیف أقنعةً فی شعره لیبرز من خلالها تارةً یأسه و استیاءه و ضجره من الدنیا و حیناً أمله بالشفاء و الخلاص و الإنبعاث من جدید.